في اول حوار مع اول عراقي يطلب اللجوء الى دولة جنوب السودان شهاب احمد محمود :
قراري رسالة للسياسيين الفاسدين إن جنوب السودان أفضل بكثير من العراق الذي يتعرض للنهب"
أتمنى إن يوافق الرئيس السوداني الجنوبي على طلب اللجوء
كتابات - صوت البصرة / حاوره من اربيل هيمن بابان رحيم
بعد تعرضه عشرات المرات للاعتداء و المضايقات من قبل الميليشيات و القوات الامنيه، بات يرى كل الابواب مقفلة بوجهه و ضاقت به سبل العيش في بلده، يتمنى ان يوافق سلفاكير، رئيس جنوب السودان على طلبه، ليكون بذلك اول طالبي اللجؤء من دولته الوليدة منذ شهرين، شهاب احمد محمود، البالغ 43 عاما، صحفي عراقي، مدير مكتب وكالة و جريدة بغداد الدولية في محافظة البصرة جنوب العراق، في مقابلة يقول" انا جاد كل الجد في طلبي اللجوء من دولة جنوب السودان و اتمنى ان يوافق الرئيس سلفاكير على طلبي"، شهاب الذي تابع اخبار الدولة الجديدة حتى قبل استقلاله عن الشمال يحبذ لو تمكن من تغطية الصراعات و المعارك بين جنوب السودان و شماله لان و يرى بان النجاح يمكن في العمل الميداني بالنسبة للاعلامي، أما الدرس المستوحاة من الدولة الجديدة بالنسبة له هو"صمود الجنوبيين و شجاعتهم في نيل استقلالهم"، عن الاسباب التي تدعوه لطلب الهجرة و اللجوء لدولة لم يمضي على تاسيسها اكثر من 34 يوما، شهاب الذي تخرج بكلية الاعلام بجامعة بغداد في 1993، و من خلال حديثه يتبين إن التشاؤم صفة متسلطة عليه، نتيجة تعرضه للاعتداء عشرات المرات و اتهامه بالتجسس لصالح البريطانين في البصرة بعد 2003 و تهديده بالقتل من قبل ميليشيات في المدينة يقول"لم ألاقي سوى الهوان والذل في بلدي"، عن أسباب اتخاذه قرار طلب اللجوء من دولة وليدة اشهر قليلة، يقول" كل الابواب مقفلة في بلدي، فحال الاعلام اصبح مزريا جدا و يسيطر علية الطارئين و السمسارة، اضف ان الوظائف اصبحت حكرا بيد السياسيين والاحزاب، فانا جلست فترة طويلة بدون عمل، لان الحزب الفلاني والعلاني اغلق كافة الأبواب بوجهي نتيجة اختلافي معه"، و عن قراره الذي يكشف بانه تعرض للمضايقات و السخرية نتيجة عنه، يقول"اعتبر قراري هذا رسالة للسياسين الفاسدين أن جنوب السودان البلد الوليد افضل بكثير من العراق الذي يتعرض للنهب والسلب".
جنوب السودان هي احدث دولة في تاريخ العالم السياسي الذي انفصل عن جنوبه اثر استفتاء اشرف عليها الامم المتحدة و أعلن نتائجه في فبراير 2011، و اعلن الانفصال في 9/7/2011.
"الاعلام في العراق مهنة لمن لامهنة له"
شهاب احمد، الصحفي الشاب، الذي عمل مع عدة وكالات و مؤسسات أعلامية عراقية و عالمية، له خبرة في العمل الصحفي، و نتيجة تهديدات و مضايقات الميليشيات و القوات المحلية و حتى الامريكية اجبر على الى ترك عمله لفترات لحماية نفسه، لا يبشر خيرا بقانون حماية الصحفيين الذي صادق مجلس النواب العراقي عليه قبيل ايام قليلة، لاننا كما يقول" نعيش في بلد يطبق القانون مثلما تريد بعض الجهات والصحفي دوم شخصية غير مرحب بها والدليل على كلامي هل تم محاكمة شخص أو جهة معينة تعرضت للصحفيين". و عن حال الاعلام العراقي بعد 2003 الذي يصفه بانه يتعرض ل"طوفان و كوارث"، و مهنة الصحافة في العراق يقول" اصبحت مهنة لمن لا مهنة له، و للاسف البنجرجية و العربنجية و الشواذ و السمسارة و البغايا بدؤا يغزونها و يسيطرون عليها، و اصبح كل من هب ودب يمارسها بعيدا عن الضوابط و القيم، و أصبح الاعلام طريقة لكسب المال الحرام بالنسبة للبعض"، و يضيف ايضا في مستهل حديثه عن الاعلام العراقي" انا احمل نظرة تشاؤمية للاعلام العراقي و اعتبره اعلاما فاشل بكافة المقاييس".
"اتمنى ان يقبل الرئيس سلفاكير على طلب لجوئي"
شهاب الذي خلال حديثه لنا، ذكر القواسم المشتركة بين دولة جنوب السودان و مدينته البصرة، يعتبر كلاهما مصدر الدخل للعراق و السودان بينما" لايحصلون اي شي من الدعم او المساندة الحكومية و يتعرضون للاجحاف و عدم الاهتمام"، عن العيش في الدولة الجديدة التي يمكن يسجل كأول طالبي اللجوء فيها يقول الصحفي الشاب الذي طرح مسألة طلبه للجوء من جنوب السودان للوهلة الاولي على صفحته في موقع فيسبوك" وتلقفته الصحفي ندى عمران من مجلة الأهرام المصرية التي كتبت عنه تقرير صحفي يعجبني جدا أن أعيش تفاصيل هذا البلد الوليد وكيف يستطيعون إدارة بلدهم بعد سنين الحرب الطويلة هذه هل ياترى يستطيعون النجاح في إدارة بلدهم كما نجحوا في حسم الأمر عسكريا". و عن رد المسئولين في الدولة يؤكد بأنه على يقين بمجرد أي يقرأ الموضوع سيلبى طلبه بسرعة، في رد سؤالنا عن عدم طلبه للجوء من دولة أجنبية استطرد قائلا المسألة يحتاج مصاريف كثيرة و ان راتبه يكفيه و بصعوبة لنهاية الشهر، و يقول متسائلا" من أين أتي بالمال اللازم للهجرة و لا اعرف احدا يساعدني، لذا قفلت هذا الموضوع نهائيا، و طلبت اللجوء من دولة جنوب السودان". و يقول بانه "اتمنى ان يوافق الرئيس سلفاكير ميارديت على طلبي و يقبل بي كأول لاجيء في دولته".
" جنوب السودان سيشهد نزاعات داخلية و لكن سيسير الامور نحو الاحسن" صور
و عن عيشه في جنوب السودان لو قبل به كطالب لجوء يبشر الخير يقول انه سيستطيع العيش بامان فيها، لانه لايتوقع ان يكون بلد اخر مثل العراق في" تضيق الحريات"، و عن شعب جنوب السودان يقول " ان شعب نال استقلاله بمثل هذه التضحيات سيضحي باكثر من اجل العيش بامان و سلام". أما فيما يخص مستقبل جنوب السودان فيتوقع ان تكتب له نزاعات و مشاكل، لكن رغم هذا يعتقد ان يسير الامور نحو الاحسن بمرور الايام، يختتم بما يقول عن مستقبل الجنوب " البلد في موقع ستراتيجي صعب و يمتلك ثروات نفطية و معدنية و بشرية يكون عرضة للكثير من التدخلات وعدم الاستقرار وكذلك اغلب قادة بلد جنوب السودان يمتلكون الخبرة العسكرية ولكن الإدارية اعتقد يمتلكون القليل منها بحكم انشغالهم بالحروب ولذلك ستحدث العديد من التناقضات فيما بينهم وحتى الصراعات ولا ننسى التدخل بلدان المجاورة، ولكن اعتقد كل شي سيسير نحو الأفضل مع مرور الأيام".
يذكر ان العراق يشهد منذ ثمانينيات القران الماضي موجات هجرة و لم تنقطع حتى بعد سقود النظام في 2003، حيث و حسب التقديرات هنالك اكثر من مليوني موقع الحصرياتاقي يعيشون خارج العراق، و البلد يحتل المراكز المتقدمة في انتهاكات ضد الصحافة و الصحفيين في تقارير المؤسسات و المنظمات الدولية