[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سيارة مُزيّنة تتقدم موكبا من سيارات خرج شبان من نوافذها فرحين، رافعين اعلاماً عراقيةً واخرى بيضاء، فيما كان الهتاف (اخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه) يختلط بابواق السيارات تعبيرا عن الفرح، واطلاقات نارية من نقاط تفتيش الجيش العراقي تحية لعروسين تحديا احتقانا طائفياً مزمناً، وقررا أي يكونا (روميو وجولييت) عراقيين ليصلحا ما افسده الساسة، ويرأبا صدعا مقيتا بين السنة والشيعة.
وتحول حفل زفاف احمد (23 عاما) الشاب الشيعي من فتاة سنية، في قضاء ابو غريب (20 كم عن العاصمة بغداد غرباً) الى تظاهرة ضد الطائفية، وعلى طول مسافة 15 كم بين قرية العريس (التمايمة) وبين قرية العروس (السعدان)، كان الجيش يجعل “الزّفة” تمر عبر الطريق العسكري، بينما تجمع حشدٌ كبيرٌ للاحتفال بزيجة ستعضد الاواصر بين اكبر عشيرتين هما (تميم) و(زوبع) في القضاء الذي شهد اعمال عنف كادت تؤدي الى تناحر اهلي، وحرمان الشابين من أن يصنعا زواجاً عابرا للطائفية.
في فورة اعمال العنف الطائفي، شهد ابو غريب، محاولات لاشعال فتيل نزاع عشائري على اساس طائفي، حيث اغتالت مجموعة مسلحة شيخ عشائر بني تميم التي ينتمي اليها العريس في حي الشعب في العاصمة بغداد، فيما اعلن تنظيم ما يسمى بـ”دولة العراق الإسلامية” قتل نجل شيخ عشائر زوبع التي تنتمي لها العروس.
تقول والدة العريس ام سجاد (48 عاما) في حديث اعلامي : أني مؤمنة أن الدين لا علاقة له بالأخلاق وطباع الناس، انا راضية تماما عن هذه الزيجة”، وبينما وجهت نظرها صوب السماء تمنّت للعروسين “حياة طيبة”.
وتنوه الى انه “نحن الكبار أضعنا عمرنا بالقيل والقال، الناس في كل الدول تعيش براحة”، وتعرب عن املها في ان “لا يكرر الابناء اخطاءنا في السابق، فلا يوجد مساحة كافية من عمرنا للحقد والكراهية”.
وحمل العروسان اللذان جمعتهما قصة حب منذ أيام الجامعة، أعلاماً عراقيةً صغيرة، فيما كان جميع من حولهما يتبادل احاديث واهازيج تستنكر الطائفية وحملة السلاح.
العريس احمد عبد الله، يتحدث بثقة عن أمله في ان يحرض زواجه جميع افراد اسرته على الحذو حذوه، ويشدد على انه علينا كعراقيين ان نلم صفوفنا ونحل مشاكلنا، طالما ان السياسيين فشلوا في إصلاح الامور.
ويلفت بشأن علاقته بزوجته “اتفقنا على كل شيء، لن يكون الدين او المذهب مشكلة بيننا، حبي لها سيذيب كل العوائق، وكل ما دون ذلك امور تافهة”.
ورغم ان العريسين تغلبا على الطائفية بزواجهما، غير ان انقطاع التيار الكهربائي، ربما جعل من “ليلة الدخلة” مؤجلة بسبب ارتفاع درجة الحرارة في منزل العائلة المتواضع، فيما كان المحتفلون خارجاً يشعلون اطارات السيارات المستعملة لاقامة حلقات رقص “الجوبي” والاستمتاع بوليمة عشاء كبيرة اقيمت على شرف العريسين.
ويكشف الشيخ عمر الزوبعي، إمام مسجد القهار في القضاء، ان “الاسبوع المقبل سيشهد زيجتين مماثلتين”.
ويُعَلق الزوبعي ان “العراقيين معروفون بطيبتهم، هم اصحاب نخوة، ولا توجد بينهم ضغائن، السياسيون هم من اوجدوها مع الاسف، لا يوجد فرق بين شيعي وسني، نحن نتفق في مذهبنا على ان التراب الذي مشى عليه اهل بيت النبوة، اطهر منا جميعا، ونجلّهم كثيرا، وعدا ذلك كذب وافتراء