هل سيفلح الشباب في تغيير الخارطة السياسية في
العراق؟
اعلن عراقيين عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات التشريعية المنتظرة في 30نيسان المقبل، بذريعة ألاّ جدوى من التصويت، واستحالة تغيير الواقع السياسي، والوجوه والقوى والاحزاب التقليدية، نتيجة الإحباط من أداء الحكومات التي توالت على السلطة منذ تغيير النظام في
العراق عام 2003، على الرغم من ذلك يدرك كثيرون أن لا سبيل لإجراء التغيير سوى صندوق الاقتراع، واختيار المرشحين الكفئين لتمثيلهم في مجلس النواب الجديد.
يزيد عدد
العراقيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة على 21 مليون شخص، اكثر من نصفهم من الشباب، ويرى مراقبون ان القوى المتصارعة الدينية والعلمانية والعشائرية تشحذ الهمة لاصطياد أصوات الشباب، مدركة بان تلك الاصوات قد تتحكم بمستقبل القوى السياسية واحزابها، ويلاحظ المحلل عبد الأمير المجر أن القوى الدينية تزج الشباب في فعاليات دينية وطائفية لتحييدهم، وان نسبة كبيرة من الشباب يشعرون باليأس من أداء القوى السياسية الدينية، التي عملت على اشباع نوازعهم العاطفية والنفسية، متوقعا أن يعيدَ بعضُ الشباب، النظرَ في اصطفافهم وخياراتهم في الانتخابات المقبلة.
وعلى الر غم من حقيقة ان الشباب يمثلون أكثر من ستين بالمائة من
العراقيين، إلاّ ان الإحباط من الأداء السياسي والإداري انعكس سلبا على عدد غير قليل منهم، وتغلب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، شعارات مقاطعة الانتخابات، واتهام المرشحين مبكرا بالفساد، وفشل الحكومة في تقديم الخدمات للمواطنين ما يشيع حالة الإحباط والمقاطعة للانتخابات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شباب: إحباط وسلبية من جدوى الانتخاب
يعتقد الشاب الجامعي احمد عبد الكريم أن اغلب اقرانه يخضعون لتأثيرات تحدد خياراتهم الانتخابية ، مثل التبعية للاب والعائلة أو الانحياز الطائفي والقومي، وقلة هم الذين يحسنون الاختيار بحسب البرنامج الانتخابي وملاءمته للناخب الشاب.
ويقر عبد الكريم بشيوع روح الاتكال على الاخر في تحقيق الأهداف بين أوساط الشباب، وغالبا ما تكون الحكومة هي التي. تُعلق عليها أسباب الفشل في تحقيق الأهداف، حتى على الصعيد الشخصي، ومع الاتفاق على ضعف أداء مؤسسات الدولة في التعاطي مع ملف الخدمات وتوفير الامن والحد من البطالة، فان بعض الشباب يقرن نشاطه وحضوره بعلاقة الحكومة به، كما أوضح احمد عبد الكريم.
لقد حدد قانون الانتخابات عمر المرشح على ألا يقل عن ثلاثين سنة، وبرغم مطالبات تقدم بها بعض النواب، ومنظمات وقوى مدنية وشبابية لتقليل هذه العتبة من العمر، لتكون خمسا وعشرين سنة، إلاّ ان تلك الجهود فشلت في تعديل القانون خلال مناقشته في البرلمان.
ويرى بعض الناشطين الشباب، ان تثبيت عتبة العمر للمرشح لانتخابات مجلس النواب بثلاثين سنة، أبعدت فئة حيوية وفاعلة يمكنها بعث الحيوية في السلطة التشريعية والرقابية، كما تعتقد الناشطة المدنية، الصيدلانية دينا الطائي.
يجب البحث عن دور الشباب في التنمية البشرية .
وأن اكثر الكيانات
العراقية ، قامت باتباع عملية استثمار سيئ للشباب في التطرف والطائفية والاقتتال وزج الشباب في الميليشيات عوضا عن تثقيفهم ورفع مستوى الأنتماء الى الوطن وجعلهم قوة ترسم البلد في يد جميلة .
كذلك ضرورة رفع مستوى الشباب الثقافي والتواصل مع العالم وتثقيف المواطن بأهمية أن تكون الثقافة هي الحاكمة، وليست العودة للجاهلية، وإلى ما هو مدمر لبنية المجتمع والدولة،
وبهذا الشأن يرى اكثر الناشطين ان القوى السياسية التقليدية في
العراق (خصوصا الدينية والطائفية) اعتادت على استمالة الشباب من خلال وعود غير مضمونة، فضلا عن الإطار الديني والطائفي والمناطقي، الذي طبع علاقة الأحزاب بالجمهور، متسائلا عن ضعف توظيف طاقة الشباب في التنمية البشرية في المجتمع.
بعد عشر سنوات من التغيير في
العراق، وانفتاح أجواء حرية التعبير، مازال
العراقيُ مسكوناً بخوف قديم، بحسب المواطن البغدادي (38 سنة) الذي يبرر عدم جدية نسبة كبيرة من
العراقيين، وخصوصا الشباب منهم،في تقدير أهمية صوتهم الانتخابي وحقهم في التغيير. بينما يعترف الكثير من الشباب والموظفين الحكوميين ، بان اغلب القوى المتنافسة في الانتخابات لا توفر معلومات وافية عن مرشحيها وبرامجها، وتبدي التزاما بوعودها، ما جعل الكثير من
العراقيين يتحدثون عن ضرورة التغيير والبحث عن قوى وأحزاب وشخصيات تكنوقراط برؤى عصرية.
شهدت المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة عاصفة من حراك واحداث وتغييرات قادها بفاعلية الشباب في عدد من البلدان، اقترنت بما سمي بالربيع العربي، ومع اختلاف الظروف والأسباب يقر الكثير من الناشطين المدنيين ، بان الشباب
العراقيين لم يوفقوا في استخدام قوتهم على التغيير، وحري بهم ان يوظفوا صوتهم الانتخابي لإجراء تغييرات مهمة في حياة شعبهم.
وكذالك برر الناشطون ، ذلك بهيمنة القوى الدينية والطائفية على مفاصل الدولة في
العراق، متمنيين ان يتفهم الجميع، أن الدين ينظم علاقة الفرد بربه، ولا حاجة لإقحامه قسراً في السياسية وحياة المجتمع.
هل تحسن الدعاية الانتخابية مخاطبة الشباب؟
وقد لاحظ الخبراء في شؤون الانتخابات ان عدة تجارب انتخابية في
العراق، أظهرت تدني مستوى الخطاب الإعلامي والدعائي في الحملات الانتخابية من الناحية الفنية والنفسية والبلاغية، وضعفه في اجتذاب الناخبين، وهذا يشمل فئة الشباب، الذين يستحقون أدوات ومفردات أذكى مما هو شائع لاجتذابهم الى صندوق الاقتراع.
كذالك في الطريق الى الانتخابات، تبحث الأحزاب والكيانات المتنافسة لغة خطاب ودعاية مؤثرة على قطاع الشباب الذي بإمكانه تغيير خارطة
العراق السياسية، ويرى المحللين . ان القوى الدينية والطائفية التقليدية بشقيها الشيعي والسني لم تحقق للشباب احلامهم بعد، لكنها نجحت في تحشيدهم في فعاليات ذات صبغة دينية وطائفية وربما عشائرية، بينما ضعف تأثير التيار المدني الحقيقي الذي يريد الأزدهار للشباب والبلد .على الشباب برغم وعوده بآفاق مستقبل زاهر، لم يجرِ اختباره في
العراق.
منقوول
من صفحة
Alkhorsan